المخلصه ام معبد

قصتى اليوم ليست طويله وشخصيه اليوم التى سأتكلم عنها ربما لا يعرفها الكثيرون ...فهى ليست شخصيه مشهوره فى زمننا هذا ويبدو أن الشهره فى زماننا لها شروط والشروط يبدو انها لا تنطبق عليها ..ولكن كانت تلك المراه مشهوره ومعروفه ومحموده السيره فى عهد رسول الله وفى عهد الخلفاء الراشيدين

قصة اليوم بطلتها الصحابيه الجليله أم معبد الخزاعيه والمعنى الذى سأقدمه اليوم هو معنى الإخلاص

حين قرأت هذه القصه مس قلبى احساس غريب ويبدو أن هذا لإحساس ملك وجدانى فسيطر على يدى وانا أكتب هذه الكلمات ...

حتى لا أطبل عليكم ...

كانت ام معبد تعيش مع زوجها فى خيمتها وكانت امراه عاديه وبسيطه ..

كان زوجها يرعى الغنم وكانت هى فى البيت تحلب الماعز وجاء عام الجدب وشح الرزق وأصبحت الماعز لا لبن بها ولا لحم عليها

كانت تعيش أم معبد على ظلال الجاهليه لا تعرف شيئا عن الإسلام ولا عن محمد صلى الله عليه وسلم ..

والموقف الذى سألقى عليه الضوء اليوم هو موقف لها قبل أن تكون مسلمه ..
فأم معبد أسلمت بعد فتره من حادث الهجره الشهير ...

فقد مر سيدنا محمد وصاحبه أثناء الهجره على خيمتها وكانت لا تعرفه وكان يطارده كفار قريش ..وطلب منها الزاد او الحليب فأجبت بأنه لا لديها وكانت صادقه ..وحين رأى المصطفى صلى الله عليه وسلم احدى الماعز فى ركن الخيمه وسألها عنها فردت بأنها ضعيفه ولا لبن بها ...

وعندما مس عليها سيدنا محمد بيده المباركه فانزلت لبنا يكفيه وصاحبه ويملا الإناء لأم معبد ....

تلك القصه الشهيره التى نعرفها كلنا ...ثم تركت أم معبد سيدنا محمد يمر ولم تكون تعلم من هو ولم تناقشه ولم تجادله فيما حدث ثم مر الزمن وبعدها أصبحت ام معبد مسلمه ....ولكن

ليس هذا الذى أريد التحدث عنه ..

أريد ان اتحدث عن شىء أخر عند ام معبد ...ان هذه الصحابيه او هذه المرأه كانت مخلصه وكلمه الإخلاص ليست كلمه سهله فى زماننا هذا ولا فى أى زمن ..

وسأقول دليلى ..ان ام معبد كانت مخلصه لرسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ان تكون مسلمه وحتى قبل أن تعلم ان هذا الشخص الذى أخلصت له هو محمد ابن عبد الله

كانت ام معبد على الجاهليه ..ولما مر بها محمد صلى الله عليه وسلم هو وصاحبه وهما مهاجران من مكه الى المدينه وطلبا منها الزاد ثم قالت انه غير موجود ..الى أخر القصه .....

شىء مذهل ..شىء غريب ...ثم مر النبى وتركها ولم تسأله ولم تحاوره ولم تناقشه فيما حدث ...

ثم أحس قلبها الإيمان وأحس قلبها بصدق هذا الرجل ....ولم تكن قرات القران ...ولم ترى شيئا أبدا ولكن أحس قلبها بصدقه ..فصدقت فاخلصت ..واخلصت بقلبها يا اخوانى ..وإخلاص القلب ليس له مثيل أبدا
وبعدما اتى زوجها وحكيت له عما حدث وحكيت له ام معبد عن ملامح هذا الرجل فقال لها ان هذا الرجل قد يكون محمد الذى تبحث عنه قريش ..

وانتهى الحوار بينها وبين زوجها عند هذا الحد ...
ولكن كان قد رسخ الإيمان فى قلبها ..الإيمان بان هذا الرجل صادق ولم تكن حتى على يقين بان هذا الرجل هو محمد ابن عبد الله ..

ومر الوقت ومرت قريش خلف رسول الله تحاول أن تحلق به ومرت بخيمه ام معبد

وقد كانت أم معبد من فريقهم ..ولا تزال على دينهم ...ومصلحتها مصلحتهم ..هدفها هدفهم .....

أى ان ام معبد كانت من جيش الأعداء .....ومر جيش قريش الذى كان يبغى قتل الرسول صلى الله عليه وسلم
مروا على خيمتها فسألوها عن رسول الله ..ولما قالوا لها اوصافه التى كانت منطبقه على أوصاف الرجل الذى رأته ....

فردت ان هذا الذى تصفونه من المستحيل ان اكون قد رأيته

وهنا اتوقف قليلا...فأتوجه بالسؤال لأم معبد ....لماذا ساعدتى محمد صلى الله عليه وسلم وضللتى اعدائه ...وهم اهلك وعلى دينك ويبغون قتل رجل يدعو لدين جديد لا تعرفينه

هل كانت ام معبد مسلمه ؟؟؟ لا
هل رات القران او قرأته ؟؟؟ لا

فلماذا ساعدته ووقفت بجانبه ؟؟

لماذا خسرت الكثير من أجل مساعدته ؟؟
الاجابه لأنها اخلصت له ودون ان يطلب منها ..

لو حاولت ان أشرح لكم معنى الإخلاص لعجزت كلماتى ولكن بحديثى هنا عن أم معبد قد اصل الى معنى هذه الكلمه الساميه

تخيلوا الإخلاص الصادق الذى لا تلونه الأموال ولا تدفعه المصالح ...
إخلاص على الفطره ...خلقه الله فى قلبها وفى عقلها حتى قبل ان تكون مسلمه

فما بالنا اذا سكبنا هذا الإخلاص فى وعاء الايمان ؟؟؟
انه لمن المنطقى أن نحصد محصولا من مجتمعا إسلامى حكم العالم كله ....
ووصل لأعلى مكان ...

عاشت أم معبد على ال‘خلاص وماتت عليه خدمت دين الله بكل تفانى وإخلاص ....

وللحديث بقيه .....

الله يعطيك العافيه
جعله الله في ميزان حسناتك
جزاك الله خيرا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دكتور خالد

موضوع متميز

تسلم يديك

شكرا لك

سلاااااااااااااااااااااام