اليائسات من الإنجاب .. والصراع النفسي ..؟؟
حينما كانت المرأة طفلة صغيرة، كانت اللعبة المفضلة لها هى لعبة "العروسة" والتى كانت تعاملها كما لو أنها طفلة حقيقية تبدل لها ملابسها، وتسرح لها شعرها وتداعبها وتغنى لها، وقد تتغير رغبة المرأة فى الحصول أو عدم الحصول على طفل بعد الزواج، ولكن ذلك إذا كان بناء على رغبة منها.. فماذا قد تفعل المرأة إذا أدركت أن هذا الحق قد سلب منها؟!
هناك أكثر من 90 مليون زوج وزوجة حول العالم يحاولون التمكن من الحصول على فرصة للأنجاب لا تتعدى الـ20% من النجاح شهرياً ويقدر عدد الأفراد المصابون بالعقم بـ10% من عدد المتزوجين وربما تكون النتيجة موت المشاعر بين الزوجين ويعتقد أن الفترة المثالية بعد الزواج تتراوح ما بين خمسة و ستة أشهر.
إن الرغبة فى أن يصبح لك طفلاً هو حلم يداعب لديك الأمل فى أن يصبح حقيقة.. ويبحث الكثير من الناس عن علاج للعقم فتقول الدكتورة "ماريا ألونزو" – من مركز دبى للعلاج بالأعشاب – "أن هذا العقم يرجع إلى العديد من الأسباب منها أن عادة ما يفضل بعض الأزواجتأخير وتأجيل الحمل والإنجاب، فكلما طالت فترة التأجيل زدات نسبة حدوث العقم والدخول فى تطورات أكثر تعقيداً مما يضيف ببعض الضغوط النفسية على كاهل الزوجين من شعور بالذنب واللوم".
السيدة كارى ماكدونالد (33 عاماً) حامل فى طفلها الثانى، وقد استخدمت فى وقت سابق جميع الطرق الممكنة للإنجاب، فتقول "كنت أنا وزوجى استيورد تحت ضغوط نفسية كبيرة، فقد كان موظفاً، وفى الوقت الذى كنا نرفض فيه الإنجاب كان أصدقاؤنا يتمنون أن يكون لهم طفلاً، وكانت بيئة عمل زوجى التى اتسمت بالتنافسية مخيبة ومحبطة لنا، وبالتالى أثرت بالسلب على فرص نجاح الحمل والحصول على طفل وزاد الصراع بينى وبين صديقاتى على من ستر** أولاً بطفل من الضغوط النفسية على، حيث قالت لى إحدى صديقاتى ذات مرة "كارى" لنرى من ستحصل أولاً على طفل، فعندها ستكون هى الرابحة"، وانتظرت "كارى" فترة طويلة دون حدوث الحمل مما جعلها تنظر إلى الأمر وكأنهما مهمة حياتية فشلت فى تحقيقها، وبالتالى زادت من وتيرة توترها وقلقها لعدم حصولها على أمنيتها..
وتتسائل كارى دوما.. لقد اقتربت فرصتى فى ألإنجاب فلماذا لا أقوم بتحقيقها؟!
أما جليانى ليجر والتى تؤيد تكوين عائلة تقول "إن النسوة اللائى يرغبن فى الإنجاب يشعرن بالعديد من الاحاسيس حتى أنهن قد يصلن إلى مرحلة الادارك ولكن لا يستطعن التعبير عما يرغبن فيه، وعندما تصبح إحدى الصديقات "حاملاً" فعندها تجد الأمر صعباً فى أن تصف شعورها وإن كانت سعيدة من هذا الحمل، تتسائل باقى الصديقات... لماذا لا أكون فى نفس الموقف... لماذا لا أكون حاملاً؟!
وقد تشعر بعض النساء الحوامل بشعور الوحدة أو العزلة وأنهن بمفردهن فى هذا الموقف المعقد ولكن الدعم الذى يتلقينه يشعرهن أنهن لسن بمفردهن.
ادعمى نفسك
دشنت جوليان مجموعة "فلنكون عائلتنا" فى دبى وذلك بعدما عانت هى نفسها وقتاً طويلاً فشلت خلاله من الإنجاب، ومن ثم ارادت تخفيف العبء عن كاهل الأزواج الأخرين، وتقول جوليان "لو أنجب لفترة طويلة من الزمن وكانت لدى القدرة على الأنجاب عن طريق التقليح الصناعى، إن الرغبة أن يكون لدى الفرد طفلاً تجعل على عاتقة ضغوطاً متزايدة من الدقيقة الأولى التى يراوده فيها هذا الحلم، فما أجمل من يكون لديك طفل تعيشن من أجله وتربيه وتعلمينه، فليس السهل أن يكون لك عائلة".
وتوحى جوليان بالأطلاع على كتاب "ما وراء الطفولة" حيث يجب أن تقرأه كل سيدة ترغب فى الحصول على طفل، ويحكى الكتاب قصص أكثر من 200 سيدة يحكين الأسباب الكثيرة وراء عدم إنجاب الناس أطفال، وقد يتحكم فى الناس أطفال، وقد يتحكم فى الناس بعض الأمور التى تؤدى إلى عدم الإنجاب إلا أنهم لا يستطيعون التغلب على الرغبة فى الإنجاب.
التكلفة المالية
تضع التكلفة المالية الكثير من العبء على الزوجين حيث تتكلف برامج علاج العقم الكثير من الأموال فيتسائل الزوجان كيف سنتدبر أمر هذه التكاليف الباهظة للحصول على طفل ولكن ثم أمر أخر وهو إن مجرد الحصول على طفل شىء لا يقدر ثمن.
الحمل الثانى
تقول "كريستين دافيز" (26 عاماً) بعد الحمل الأول فكرت أنا وزوجى فى التخطيط لإنجاب الطفل الثانى وبمجرد كل هذا الوقت دون حدوث حمل وتلومين نفسك وتتسائلين هل هناك خطأ ما فى شىء؟! وقد تتخيل المرأة أن حجم ثدييها أكبر حجماً ممتلىء باللبن وذلك لرغبتها فى تحوله إلى حقيقة.
وتوضح جوليان أن الحمل الثانى قد يكون بقدر صعوبة الحمل الأول.
وتقول كريستين "لقد سألت نفسى **يدة ما إذا كان بإمكانى فعل شىء ما حتى أجعل جسمى مناسباً للحمل، فقررت العمل فى "حضانة للأطفال" إلا أن العمل أضاف لى الكثير من الهموم والصعوبة والضغط النفسى، فكيف أعمل طوال اليوم بين الكثير من الأطفال الصغار بينما أجد نفسى يائسة من الحصول على طفل لى"
ومازالت المحاولة مستمرة
"حاولت "فرح عطا الله" (29 عاماً) هى وزوجها فى الإنجاب منذ يوليو عام 2006 إلا أم محاولاتهم باءت بالفشل إلى يومنا هذا، وتقول فرح"حاولت بكل السبل الحصول على العلاج المناسب فجربت الكثير من الأدوية منها "كوميد" وهوعلاج للمساعدة على حدوث الحمل يؤخذ على أربع جرعات والكثير من طرق العلاج الأخرى مثل IVI أو التقليح الصناعى الداخلى وما يترتب عليه من أعباء مالية باهظة فكثيراً ما يصف الأزواج هذه التجربة بأنها تمثل عبئاً مادياً كبيراً".
ويقول الدكتور "محمد القليبوبى" أستاذ أمراض النساء وعلاج العقم "أن هذا النوع من العلاج يستمر لفترات طويلة ويتطلب مقدرة مالية كبيرة فضلاً عن أن القائمين على هذا الأمر يضعون توقعات وتكاليف قد تفوق الحقيقة أحياناً مما قد يشعر الزوجان بالإحباط والغضب والشعور بالعزلة عن الفريق الطبى المعالج مما قد يؤدى إلى زعزعة ثقتها بنفسها خاصة فى الفترة التى تلى مرحلة الفشل فى الإنجاب.
يضع الأخصائيون فى العلاج عن طريق التلقيح الصناعى فى الحسبان الصحة الجيدة وبعض التطبيقات العلاجية لأنتاج أدوات تكنولوجية جيدة تساعد فى عملية الإنجاب و نجاحه.
ويوضح الدكتور محمد القليوبى أن الكثير من الناس لا يفهمون أو ليس لديهم الوعى الكافى بالعقم ولذلك فلا يتوقع الزوجان أن يتفهمهم الأصدقاء وأفراد العائلة إلا أن هذا لا يقلل من شأن الحصول على الدعم اللازم من المحيطين وقد يكون الأمر فى غاية الصعوبة عند محاولة إخفاء الأمر وعدم محاولة فتح الحديث عن الحمل فمن وقت لأخر تحمل إحدى الأقارب أو الصديقات ويجد البعض نفسه فى موقف يجب الحديث فيه عن مشاعره والتعبير عنها.
وتقول فرح "أن تفهم زوجى لمشاعرى ولظروفى كانت من الأسباب التى خففت عنى الضغوط وساعدتنى فيما بعد العلاج والأستمرار فى محاولة حدوث الحمل، ولن تقف هذه المحاولات أبدأً إلى أن أحقق حلمى فى حدوث الحمل والحصول على طفلى".