لاكتئاب عند الأطفال..
* يطلق علماء النفس والصحة النفسية على العصر الذي نعيشه الآن عصر القلق والتوتر والاكتئاب؛ وذلك لما نمر به من أوضاع اجتماعية وسياسية واقتصادية قاسية انعكس أثرها المدمر على النفس البشرية، ولكن ما يحزننا ويحتاج إلى وقفة هو أن يُصاب الأطفال بهذا المرض.. فكيف يحدث ذلك؟ وما الأسباب وراء هذا الاضطراب، وما أعراضه؟
* الدراسات النفسية تؤكد أنَّ اكتئابَ الأطفال يرجع إلى عدةِ عوامل منها: فقدان الحب والحنان، وعدم إشباع الاحتياجات المختلفة والتفكك الأسري الذي يؤدي لنمو الطفل نموًا غير سوي وانشغال الوالدين بأعمالهما الخاصة وحالات الطلاق والانفصال بين الوالدين ووفاة أحد الوالدين أو كليهما والإهمال وعدم الرعاية والتفرقة بين الأبناء.
* استشاري الصحة النفسية يقول إنَّ الطفلَ لديه إرادة وكيان فهو يُفكِّر ويدرك ويصاب بالاكتئابِ مثل الكبار، وهو سريع الانفعال لأنه ليس لديه جهاز نفسي يُدرك به الواقع من حوله، ويؤكد أن أهم أسباب الاكتئاب ترجع إلى الأم، ثم الأم والأب معًا، ثم تأتي المدرسة في المرتبة الأخيرة.
ويضيف أن إشعاع الاكتئاب في البيتِ كفيلٌ بأن يسبب الاكتئاب عند الطفل الذي ينقل مشاعر والديه؛ لأنه بمثابة مرايا لهم والاكتئاب مرضٌ معدٍ ينتقل من الوالدين إلى الأبناء.
وطبعا للوالين دور هام جدا فى ذلك...........
1- فطرة الأم:-
ويؤكد أنَّ الأم يجب أن تشعر بإصابة الطفل بالاكتئاب، فهي تلاحظ مثلاً أنَّ الطفلَ فَقَدَ حيويته وانطلاقه؛ لأن الطفل لا يعبر عن شعوره بالإحباط والاكتئاب، بل يلاحظ من خلال سلوكه وأكثر مَن يشعر به هي الأم.
ومن الأعراض التي قد لا تعرفها الأم هي الإصابة بالأمراض الجلدية كتساقط الشعر وظهور الثعلبة والإكزيما لوجود ارتباطٍ وثيقٍ بين الأمراض الجلدية والنفسية.
وكما أن أعراض الاكتئاب منها الانطواء والتبول اللاإرادي والبكاء ومص الأصابع- والتأخر الدراسي في فترة ما بين 6- 12 سنة.
ومن ناحيةٍ أخرى أنَّ الأطباءَ النفسيين أكدوا في أبحاثهم ودراساتهم العلمية أن الاكتئاب له أسباب وراثية تتمثل في وجودِ استعداد وراثي عند الطفل للإصابة بالاكتئاب أو الميل للحزن والانطواء، موضحةً أنَّ هناك اضطرابات في كيمياء المخ تحدث أثناء الاكتئاب؛ لأن خلايا المخ متصلة ببعضها البعض فتطلق مواد كيميائية تُسمَّى المرسلات العصبية والتي تُعاني مواد كيميائية تُسمَّى المرسلات العصبية، والتي تعاني من قصورٍ في نشاطها أثناء الاكتئاب.
وكل هذه الأمور تؤدي لشعور الطفل بعدم الأمان والتمرد وعدم القدرة على تبادل المشاعر والتعامل مع الآخرين والعصبية الشديدة.
* العلاج *
1- إنَّ علاجَ الاكتئاب عند الأطفال يكون برفع كل العوامل المسببة لهذا الإحباط، وذلك من خلاله إخراج الطاقة المكبوتة عند الطفل؛ حيث يمثل اللعب المتنفس الوحيد لهم، الأمر الآخر هو أن يرى الأطفال آباءهم سعداء أقوياء لأنهم يُسجِّلون اللقطة التي يرون آباءهم عليها، كذلك يجب أن يترك الآباء مساحة يُعبِّر الأبناء من خلالها عن أنفسهم، مع وجود ملاحظة مستمرة من الأم لكل التغيرات التي تطرأ على طفلها.
2- الغذاء والسلوك
ولكن يبقى تساؤل مهم وهو سوء التغذية الذي من شأنه أن يُؤثِّر على سلوك الطفل؟
فقد توصَّل العلماء إلى أن نقص الزنك والحديد وفيتامين (ب) خلال أول ثلاثة أعوام من عمر الطفل يؤدي إلى سوء سلوكه في مرحلة عمرية لاحقة.
3- أن نقص التغذية الشديد له أعراض نفسية، وهو عدم التجاوب والتفاعل مع المحيطين واللامبالاة والسلبية؛ لذلك تنصح بضرورة تناول الطفل كثيرًا من الفواكه الطازجة التي تُشعره بالحيويةِ والنشاط، وكذلك فإن تناول الطفل الغذاء الذي يُحبِّه من شأنه أن يُزيل الحزن ويشعره بالفرح مثل حب كثير من الأطفال للشيكولاتة أو أنواع معينة من الفاكهة.