السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله .. نحمده .. ونستعينه .. ونستهديه ونستغفره .. ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا .. منيهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً .
وأصلى وأسلم علىالمبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد ..
فالموضوع المراد هو أن نعيش فى الدنيا كأننا غرباء أو عابرى سبيل هوموضوع من الأهمية بمكان .. فلو وضعنا هذه الجملة شعاراً لحياتنا سنكون إن شاء اللهمن الفائزين .
فهذا الشعار أو هذه الجملة إذا وضعناها نصب أعيننا نخلص إلىأن الدنيا لا تساوى عند الله جناح بعوضة ولو كانت تساوى ما سقى الكافر منها شربةماء ، فهذه الجملة فى الحقيقة دعوة إلى العمل لما بعد الموت كما ورد ( أن العاقل مندان نفسه وعمل لما بعد الموت ) وهى دعوة أيضاً لبيان حقيقة الدنيا وأنها معبر أوممر فإن الدنيا دار فناء أما الآخرة فهى دار البقاء وهى الحياة الحقيقية وكما قالالله عز وجل {وإن الآخرة لهى الحيوان لو كانوا يعلمون
}وورد عن البنى صلى الله عليه وسلم أنه قال عن الدنيا أنها بالنسبةللإنسان كراكب إستظل بظل شجرة لبعض الوقت ثم مضى فى طريقه مرة أخرى..
أى أنالعمر مهما طال فهو قصير وكما تقول الجملة الفلسفية ... أن عمر الإنسان كلما زادنقص ... وأن حظ الإنسان من هذه الدنيا هو عمره فقط وليس عمر الدنيا فلو كان عمرالدنيا ملايين السنين فإن حظ الإنسان من هذه الملايين ستون أو سبعون ( أعمار أمتىبين الستين والسبعين ) وقليل من يجاوز ... وهناك من يتوفى وهو صغير ...
فلكل أجل كتاب ... وإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون .. فمنمات قامت قيامته ، فلذا يجب على الإنسان أن يعى هذا جيداً وألا تغره الأمانى ويسرعبالعودة إلى الله وأن تكون آخرته وحسن الخاتمة هى شغله الشاغل فليعمل الجميع{لمثل هذا فليعمل العاملون
}وتلك الجملة أيضاً تهون على الإنسان مصائب الدنياوالإبتلاءات والإختبارات التى يضع اللهُ فيها الإنسان لأن الدنيا فى الحقيقة أيضاًدار إبتلاء واختبـار ...
قال تعالى{تبارك الذى بيده الملك وهو على كل شئ قدير * الذى خلق الموت والحياةليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور}وقال أيضاً{إنا جعلنا ما علىالأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا}وقالأيضاً{ونبلوكم بالخير والشر فتنة}ليرى الله ما نحن فاعلون إزاء هذه الإبتلاءات، وقد بشرنا عز وجل بأن الصبر على هذه الإبتلاءات له أجر عظيم ، قال تعالى{وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبةقالوا إنا لله وإنا إليه راجعون
}وكما وردأن الله عز وجل قد سأل سيدنا نوح عليه السلام وقد عاش يدعو إلى الله تسعمائة وخمسونعاما{فلبث فيهم ألف سنة إلاخمسين عاما}..ماذا وجدتالدنيايانوح ؟ قال الدنيا بابان دخلت من أحدهما وخرجت من الآخر ... سبحان اللهبهذه البساطة .. وبعد هذا العمر الطويل المديد .. وماذا بين هاذان البابان بالنسبةلنا جميعاً .
ندعوا الله أن يجعل الدنيا فى أيدينا ولا يجعلها فى قلوبنا وأنيحسن ختامنا جميعاً إنه أهل ذلك والقادر عليه..