يقول الدكتور فتحي يكن – رحمه الله - في كتابه " العيادة الدعوية " : هذا المشروع مقترحٌ كحدٍّ أدنى لكلِّ مسلمٍ ومسلمة ، يتضمَّن ثماني مهمَّات ، محدَّدة الوقت ، معلومة الثواب ، محقِّقةً الفائدة بإذن الله تعالى :
المهمَّة الأولى : أداء اثني عشرة ركعةً نافلة " السنن الراتبة "، وهي : اثنتان قبل الفجر + أربعٌ قبل الظهر واثنتان بعده + اثنتان بعد المغرب + اثنتان بعد العشاء .
الفائدة المرجوَّة : يبني الله للمداوم بيتاً في الجنَّة .
الدليل : قوله - صلى الله عليه واله وسلم - : "من صلَّى في يومٍ اثنتي عشرة سجدة ، تطوُّعا ، بني له بيتٌ في الجنَّة " (1).
المهمَّة الثانية : صلاة ركعتين في الليل .
الفائدة المرجوَّة : يستجاب الدعاء + يُغفَر الذنب + تُقضَى الحاجة .
الدليل : قوله - صلى الله عليه واله وسلم - : " يتنزَّل ربُّنا تبارك وتعالى كلَّ ليلةٍ إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر، يقول: من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له "(2).
المهمَّة الثالثة : أداء صلاة الضحى ركعتين ، أو أربعا ، أو ثماني ركعات .
الفائدة المرجوَّة : تؤدِّي صدقةً عن كلِّ مفصلٍ من مفاصل العظام .
الدليل : قوله - صلى الله عليه وسلم - : " يصبح على كلِّ سلامي من أحدكم صدقة، فكلُّ تسبيحه صدقة، وكلُّ تحميده صدقة، وكلُّ تهليله صدقة، وكلُّ تكبيرةٍ صدقة، وأمرٌ بالمعروف صدقة، ونهيٌ عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك، ركعتان يركعهما من الضحى " (3).
المهمَّة الرابعة : قراءة سورة الملك .
الفائدة المرجوَّة : تنجي من عذاب القبر .
الدليل: قوله - صلى الله عليه واله وسلم - : " إنَّ سورةً من القرآن ثلاثون آية ، شفعت لرجلٍ حتى غُفِر له ، وهي "تبارك الذي بيده الملك "(4).
المهمَّة الخامسة : قول : " لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كلِّ شيءٍ قدير " .
الفائدة المرجوَّة : تعدل فكَّ عشر رقاب، وتُكتَب مائة حسنة، وتمحو مائة سيِّئة، وتكون حرزاً من الشيطان.
الدليل : قوله - صلى الله عليه واله وسلم - : " من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كلِّ شيءٍ قدير، في يومٍ مائة مرَّة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيِّئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحدٌ بأفضل ممَّا جاء به، إلا أحدٌ عمل أكثر من ذلك "(5).
المهمَّة السادسة : الصلاة على النبيِّ محمَّدٍ - صلى الله عليه واله وسلم - مائة مرَّة .
الفائدة المرجوَّة : براءةٌ من البخل ، وصلاةٌ من الله .
الدليل : قوله - صلى الله عليه واله وسلم - : " فإنَّه من صلَّى عليَّ صلاةً صلَّى الله عليه بها عشرا "(6) ، وقوله : " البخيلُ الذي منْ ذُكِرت عنده فلم يصلِّ عليّ "(7).
المهمَّة السابعة : قول : " سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم " مائة مرَّة .
الفائدة المرجوَّة : تُغرَس له في الجنَّة مائة نخلة .
الدليل:قوله - صلى الله عليه واله وسلم - :"من قال سبحان الله العظيم وبحمده غُرِست له نخلةٌ في الجنَّة"(8) .
المهمَّة الثامنة: قول : " أستغفر الله " مائة مرَّة .
الفائدة المرجوة : يفرِّج الله كربه ، ويوسِّع رزقه .
الدليل : قوله - صلى الله عليه واله وسلم - : " من لزم الاستغفار جعل الله له من كلِّ ضيقٍ مخرجا، ومن كلِّ همٍّ فرجا، ورَزَقه من حيث لا يحتسب "(9) .
وأضيف على ذلك بعض المهام ..
المهمة التاسعة : قراءة ورد محدد من القرآن ، جزء أو حزب يوميا .
الفائدة المرجوة :جني الحسنات ومضاعفتها ، وطمأنينة النفس .
الدليل :قوله - صلى الله عليه واله وسلم - : " من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف "(10) ، وقال تعالى :﴿ الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾[الرعد: 28 ] .
المهمة العاشرة : جلسة دعاء وتبتل إلى الله يوميا مهما كانت قصيرة .
الفائدة المرجوة :زيادة القوة المعينة في النفس ، وتوطيد الصلة بمن يملك القوة والحول والطول ، ويكشف الكربات ، ويثبت على طريق الرشاد .
الدليل، قال تعالى :﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ﴾[النمل: من الآية62]. وقوله سبحانه :﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾[البقرة : 186] .
المهمة الحادية عشر: المحافظة يوميا على أذكار الصباح والمساء " المأثورات ".
الفائدة المرجوة :زيادة تعميق المعاني المتضمنة في هذه الأذكار ، وترسيخها في النفس ، مرتين بشكل يومي ، حتى يتنعم بها القلب وبمعانيها الإيمانية .
الدليل،قال تعالى: ﴿ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالإبْكَارِ ﴾[غافر:55] .
المهمة الثانية عشر : الممارسة اليومية للأخلاق مع الناس جميعا ، والتحبب للخلق ، وترك القعود .
الفائدة المرجوة :تطبيق المعاني الإيمانية المكتسبة من الزاد الإيماني ، والشعور بالإيجابية في الإيمان والعيش به مع المؤمنين ، وليس مجرد ترديد أوراد وأذكار .
الدليل قال تعالى: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾[التوبة :71] ، و قال - صلى الله عليه واله وسلم - : " لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق"(11) . ، وقال - صلى الله عليه واله وسلم - قال : " اتق الله حيثما كنت ، وأَتْبِعِ السَّيئةَ الحسنةَ تَمْحُها ، وخالقِ الناسَ بخُلُقٍ حسنٍ "(12).
تلك اثنتي عشر مهمة إيمانية ، لو حرص عليها المسلم ، وداوم ، وأصر ، وثبت ، سيكون فيها الخير الكثير لصعوده الإيماني .
راجعه وخرج أحاديثه / يونس عبد الرب الطلول
اختيار: الأستاذ عبد الحميد الكبتي
داعية ليبي مقيم في سويسرا
الأحد 27 سبتمبر 2009 - 3:30
