احترس.. لا تلق موبايلك التالف فى القمامة إذ يسبب ذلك مخاطر جسيمة بمثابة القنبلة الموقوتة، خاصة بعد زيادة نسبة استخدام الموبايلات بشكل مبالغ فيه بين المستخدمين فى مصر، فى الآونة الأخيرة أصبح حمل الموبايل سمة أساسية لدى المستخدمين.
اهتمام ندى محمد، طالبة بكلية تربية نوعية، بالموبايلات الحديثة دفعها لشراء جهاز جديد عند ظهور أول عيب فى جهازها القديم، مما جعل عندها حصيلة من الأجهزة غير المستعملة، وتقول «إن المهم عندى أن موبايلى يكون استايل قدام أصحابى».
تتحدث ببساطة «معنديش مشكلة أنى أرجع الأجهزة القديمة لمراكز خدمة ما بعد البيع، ولكن بعد أن يتوقف الجهاز عن العمل بشكل نهائى».
وترد عليها هدير سعيد أنا على استعداد لإعادة الأجهزة التالفة، ولكن بمقابل مادى من الشركة أو أن تقوم الشركة إستبدال جهازها القديم بآخر جديد، وتقول «علشان نفيد ونستفيد». وتشير تسنيم منير إلى أهمية هذا الأمر، وتؤكد أن التوعية بهذا الموضوع لابد أن تكون نابعة من الأفراد، وليس الشركة فقط، فلابد أن يقوم كل من يدرك خطورة النفايات الإلكترونية الخطرة وتأثيرها على الأفراد بتوعية الآخرين بأهمية عدم إلقاء هذه الأجهزة أو أى أجهزة إلكترونية فى القمامة.
وتضيف «أنا عندى الاستعداد الكامل لإعادة الأجهزة الكاملة، وسوف أتطوع بتوعية كل الأفراد ممن أعرفهم بمخاطر النفايات الخطرة وضرورة التخلص منها بشكل آمن».
ليست كل مخلفات الموبايل تذهب إلى القمامة.. هذا ما قاله هانى نعيم، عامل جمع القمامة بمنطقة وسط البلد، الذى أكد أنه لم يجد أى موبايلات فى القمامة التى يقوم بجمعها، وقال إن الموبايلات يتم تجميعها فى مكان واحد إذا وجدت فى منشية ناصر ويتم بيعها فى الأسواق كسوق الجمعة وإمبابة وسوق الاثنين، لذلك نادراً ما تجد جهازاً فى القمامة وإنما من يمتلك جهازاً لا يعمل يقوم ببيعه بأقل الأسعار.
هناك اتجاه من وزارة البيئة لإعادة تدوير المخلفات الخطرة.. هذا ما أكدته الدكتورة أحلام فاروق، مدير عام التفتيش على المخلفات الخطرة بجهاز شؤون البيئة، أن أخطر مخلفات الموبايلات هى بطاريات الليثيوم، حيث يتم تجميعها فى الناصرية ببرج العرب بالإسكندرية ثم دفنها، كما أكدت أن نسبة وجود نفايات الموبايلات نفسها قليلة بالنسبة لمخلفات الإكسسوارات مثل الشواحن والبطاريات وغيرها، فهناك نسبة قليلة تلقى بأجهزتها إلى القمامة، ولكن المعظم يقوم ببيعه. لكن هناك اتجاهاً جديداً من الوزارة لتجميع هذه النفايات وإعادة تدويرها، لذلك على شركات الاتصالات أن تساهم فى تجميع هذه المخلفات بالتعاون مع الوزارة فى حاويات آمنة وأن الشركات التى تعتزم اعاده تدوير المخلفات لابد أن تعلم وزارة البيئة بالمصانع أولا التى ستعيد التدوير.
وقالت إن الوزارة تقوم حالياً بإنشاء مصنع فى العاشر من رمضان لإعادة تدوير المخلفات الخطرة وتقوم بمنظومة متكاملة للتخلص من النفايات الخطرة، وسيتم بناء مصنع آخر فى السويس العام المقبل.
أما عن نفايات الموبايلات الصينى، التى انتشرت بشكل كبير فى الفترة الاخيرة، التى يمكن أن تصبح عبئاً على وزارة البيئة لدفن مخلفاتها قالت أحلام إن الوزارة تدعم برنامج تقييد المواد الخطرة، وهو نظام جديد للتخلص من النفايات الإلكترونية بالتعاون مع وزارة الاتصالات. أما عن إعادة تدويرها فقالت إنه من الإمكان إعادة تدوير الموبايلات الصينى، ولكن لابد للشركات التى ستعمل فى هذا المجال أن تصدر ترخيصاً وتعلم به وزارة البيئة.
من جانبه أكد الدكتور عمرو بدوى، رئيس الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات، أن قرار سحب الخطوط من الموبايلات الصينى غير المطابقة للمواصفات لن يسبب مشكلة كبيرة فى دفن نفاياتها، لأن من طبيعة المصريين عدم القاء أى أجهزة قد تكون صالحة، فمن الممكن أن يستخدموها كتليفزيون أو كاميرا أو MP٣ وإذا تم إلقاؤها فى القمامة فستكون كمية قليلة بالنسبة للنفايات، التى تقوم وزارة البيئة بدفنها كل عام.
نفايات الموبايلات تكون سحابة إلكترونية بشكل عام، بسبب زيادة نسبة مستخدمى الموبايلات فى مصر فى الشارع والبيت، فكل شخص أصبح يملك أكثر من موبايل، ونتيجة ذلك ظهر ما يسمى السحابة الإلكترونية التى تحيط بالمستخدمين ولها تأثير سلبى على العنصر البشرى.. هذا ما اكده الدكتور أحمد عبدالوهاب استاذ علم التلوث البيئى بجامعة بنها، فوجود النفايات الخطرة فى مصر يشكل كارثة لجهل كثير من المستخدمين بطريقة التعامل مع النفايات الخطرة، واعتبار أنها مثل النفايات الأخرى، ولكن جرام النفايات الخطرة إذا أضيف إلى النفايات الآمنة يجعلها أخطر على المستهلك.
وأضاف أن مصر ليس بها إلا مدفن واحد آمن فى الإسكندرية رغم أنه مدفن للنفايات الصناعية غير العضوية.
اتجاه آخر اتخذته شركة موبايل أخرى «LG» فى التخلص من نفاياتها الخطرة ومحاولة الحفاظ على بيئة نقية.. هذا ما قاله باسم الجندى، مدير خدمة العملاء بشركة «LG»، حيث أكد أنه قبل عمل الشركة بمصر قامت الشركة بتوقيع عقد بعلم وزارة الاتصالات لتقوم بدفن نفاياتها بشكل آمن، حيث يتم دفن النفايات فى مدفن آمن بالإسكندرية.
وقال إن إعادة تصنيع الموبايلات التالفة تحتاج استثمارات كبيرة وميزانية خاصة.. وفترة وجود الشركة فى مصر قليلة ليست مثل باقى الشركات، لذلك لم تضع الشركة مخطط لإعادة تصنيع الموبايلات التالفة حتى الآن.
وأكد طلعت عمر، نائب رئيس الجمعية العلمية لمهندسى الاتصالات، أن مخلفات التكنولوجيا أصبحت عبئاً على البيئة بشكل كبير، ومنها بطارية الموبايل فالتخلص منها بشكل عشوائى يشكل خطراً كبيراً.. ومبادرة تجميع الأجهزة التالفة وإعادة تصنيعها لابد أن تكون واجباً يقوم به كل الشركات العاملة فى مجال تصنيع وبيع الأجهزة الإلكترونية، مساهمة منها فى الحفاظ على البيئة لأن النفايات الخطرة أصبحت قنبلة موقوتة فى مصر، ويرى أنه من الأفضل أن يقوم بهذا الدور الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات لكونه الجهاز الذى يمكنه فرض ضريبة تتحملها الشركات لتوفير مدافن صحية وآمنة أو إعادة تدوير هذه الأجهزة التالفة للحفاظ على حقوق المستهلكين من المخاطر الناتجة عن الاستخدام غير الآمن للنفايات الإلكترونية.
وقال محمد ناجى، العضو المنتدب لشركة «I٢»، لن يقدم موضوع إعادة تدوير المخلفات الإلكترونية جديد على مصر، لذلك لابد أن يكون هناك وعى لدى المستخدمين بكيفية حفظ هذه الأجهزة فى صناديق بشكل آمن ثم إرسالها إلى الشركة تحت إشراف أفراد مؤهلين، وهذا هو دور الشركة، التى لابد أن تقوم بالتوعية الكاملة للمستهلك حتى لا يقوم المستهلك بالتصرف فى النفايات بشكل عشوائى، وتصبح الخطورة أكبر. أما بالنسبة لتكلفة المشروع فهى ليست كبيرة، ولكن العائد من تنفيذه لا يقدر بمال لأن عواقب هذه الأجهزة التالفة وخيمة على البيئة والإنسان.
قالت دانا عدنانى، مسؤولة الإعلام بشركة نوكيا، إن مبادرة الشركة هى اتجاه جديد لحماية البيئة، فلابد أن تكون لدى المستخدم القناعة بأن الأجهزة التالفة لابد أن يعاد تدويرها بصورة آمنة، حفاظاً على آمنه وأمن الآخرين. وأضافت أن الأجهزة التالفة سيتم إعادتها إلى مركز خدمة ما بعد البيع وقامت الشركة بتنظيم حملات للتوعية بمخاطر الاستخدام غير الآمن للموبايلات فى بداية العام الجديد، لتوعية المستخدمين بأهمية المبادرة والمشاركة فى الحفاظ على البيئة.
وأكدت أنه لن يكون هناك مقابل مادى فى البداية لتجميع هذه الأجهزة لأن هذا يعتبر اتجاهاً قومياً تجاه البيئة، وأنه فيما بعد إذا نجحت المبادرة فإنه من الممكن أن تمنح الشركة مقابلاً مادياً للأفراد الذين يعيدون أجهزتهم القديمة إلى الشركة.