هناك بعض الامور المهمة عند الشباب التي غالبا ما تأخذ من اوقاتهم الشيء الكثير، فمنها ما هو متعلق بالحياة المهنية او العاطفية او العائلية وغيرها عند النوعين . وغالبا ما يتركز التعامل معها على اساس ما هو مفيد وناجح فقط . اما الجانب الآخر فيشكل اخفاقات وعراقيل تحول دون الوصول الى ما يتوخاه الشباب في حياتهم وهي دائما مصدر قلق بالنسبة لهم ومنها نظرة الآخرين لهم واسلوب التعامل مع ما يحيطهم وخاصة داخل اجوائهم الاسرية التي تكون مصدر انطلاقة الشباب وتوجيههم نحو ما يتمناه رب الاسرة..
ولكن هناك بعض النقاط التي يجب الانتباه لها من قبل الشباب وذويهم للوصول الى افضل النتائج وتكوين اسرة جديدة ذات امتداد طبيعي جيد يخدم المجتمع..
رأي الآخرين
من المهم جداً لدى الشباب ما سيقوله الآخرون عنهم . فهم دائما يخشون نظرة الآخرين اذا كانت في الاتجاه الخاطئ ويحاول ان يصحح هذه النظرة من خلال اختيار افضل الاصدقاء من ذوي الثقافات المتعددة والاعمال الجيدة والظهور امامهم بمظهر يوازي هذه المستويات وان كانت لا تمت الى الواقع بصلة، وهنا تأتي اهمية زرع الثقة في نفس الشباب منذ الصغر من اجل التغلب على مساوئ انعدامها التي توصل البعض منهم الى امور سيئة منها العزة بالنفس وعدم الاحتكاك بالعالم المحيط به لكي لا يصطدم وتكون الصدمة ثقيلة عليه..
الثقافة العلمية والاكاديمية
التعليم له دور مهم في حياة الشباب . فهو من جانب يؤدي الى تحصين الشباب علميا وصقل مواهبهم او يكون له سلم يرتقي به نحو نظرة الاحترام من جانب آخر كذلك شعور عال بالمسؤولية من قبل والديه والمجتمع له . ويعتقد بعض الشباب في قرارة نفوسهم ان التفوق العلمي هو الطريق الافضل والاكفأ لكسب احترام الآخرين له . فالمتعلم اكاديميا يمثل شريحة المثقفين في المجتمع لذا يجب ان يعامل على قدر من الاحترام والثقة على عكس اقرانهم ممن لم يجدوا فرصة كافية للدخول الى هذه المدارس والجامعات التي كانت عند الطرف الآخر مسألة (ضياع وقت) وهم خاطئون بهذه النظرة دائما..
الوقت :
اما عن الوقت فيرى الكثير من الشباب بانه يجب ان يعامل على اساسين اولهما تمضيته بالنوم لمدة(25 ساعة !! في اليوم ) او بقضاء الاعمال المتاحة لهم مثل التبضع او زيارة بعض الاصدقاء مكملين بقية الوقت داخل دائرة من المناقشات والمداخلات التي تنهي يومهم المتعب.
والبعض الآخر يرى بان الوقت فراغ وهو عدو لابد من التخلص منه. وهم هنا ليسوا(بالنوع الانتاجي) اي ان يومهم يمر اما عن طريق الكلام عن هذا وذاك او كيف وصل فلان الفلاني الى المنصب الفلاني . وكيف صعد ذاك وكيف نزل هذا والقسم الثاني من (اللا انتاجي) فهم ممن يقضون الوقت بالكمبيوتر والانترنيت والمواقع الالكترونية وهم بذلك افضل من سابقيهم الى حد ما .
المشاكل والهموم العائلية :-
المشاكل العائلية هي مسألة ذات حدين الاول التزامات الشباب تجاه الاخوان والوالدين . والثاني هي تعاملات الوالدين مع الابناء بصورة عامة .
فالولد الاكبر يرى انه الاب الثاني في هذه الاسرة وان كلامه بمثابة تعليمات يجب ان يلتزم بها . وله الكلمة الفصل فيما يتعلق ويفعله الآخرون ويجب في الواقع تقييم هذه الافعال بمستوى لا يتعارض وخط سير الامور التي رسمها الوالدان .
المستقبل آخر المطاف
محطة النهاية هي المستقبل . وما يريده الشباب في هذه المحطة ؟ منهم من يريد ان يختم (العزوبة) بدخول القفص الذهبي . ومنهم من يخوض في احلام السفر وتكوين ثروة مبكرة ترفع من شأنه وشأن العائلة . ومنهم من يريد اكمال التحصيل الدراسي باعلى مستوياته .
والقلق هنا يأخذ مأخذه من الشباب فهم يشعرون بان عليهم ان يختاروا الموضوع هنا نراه يأخذ طريق المجازفة احيانا لان واقع الشباب في هذه المرحلة يتسم بقلة الخبرة وعدم رصانة التفكير . ولابد من الاشارة الى ان الدور الابوي المتمثل بالاراء يجب ان يؤخذ بعين الاعتبار (ولا خاب من استشار) والاباء بطبيعة الحال ينظرون الى مستقبل الابناء بالعين الثاقبة لانهم اعرف بقوة شخصية ابنائهم وطبيعة احوالهم والاحلام الوردية التي يرومون الوصول اليها .
اذن لابد من تدخل الاباء بصورة مباشرة وجدية حتى يرسموا الافق الناضج والصحيح والملائم لهذه الشريحة التي تكاد تكون عصب الحياة في المجتمع ومستقبله .