مقال كتبته
وأريد تعليقكم عليه
لأنه ثالث تجربة لي أكتبه
بعد
مقالين
ثقافة شعب
وأحلام اليقظة
وأريد تقييما حتي أستمر
جزاكم الله خيرا...
(طبيب يحلم بالمستقبل)
بينما أتجول في قريتي
بين الأراضي الخضراء وساقية المياه
جلست أفكر
تحت شجرة التوت التي طالما أكلت
منهاوأنا صغير..
أفكر في المستقبل
ذلك الشيء الغامض الذي نتطلع دائما
لنعرف بماذا سيأتي بعد طول إنتظار
حدثت نفسي عن حالي الآن
وكيف أني أتعب وأسهر لأحقق حلم
المستقبل الذي يملأ كياني..ويسيطر علي أفكاري..
ثم إنطلقت إلي منزلي حتي أوقف فيضان التفكير الذي من الممكن
أن يصيب في نفسي شيئا من اليأس
وسارعت بخطواتي لكني مع كل
خطوة كنت مازلت أفكر وأرسم
لوحة المستقبل في عيوني حتي
وصلت.....
قررت أن أجلس لأقرأ في كتبي
لكني لم أمكث طويلا
لملمت أوراقي وكتبي
وقررت النوم علني أجد مستقبلي
المأمول في أحلامي
عاندني النوم
وإذا بي أري شريط ذكريات
من الماضي أذكر منه الكثير
بكل تفاصيله..بحلوه ومره
إستوقفني شريط الذكريات عندما أتي إلي الحاضر الذي أعيشه
وفجأة بكيت...!!
ولاأعرف لماذا بكيت
لكني أحسست أنني أريد أن أبكي
فالدموع تخرج من الهموم مالا يقوي
البدن علي تحمله..وإن تحمله أصابه
المرض..
نعم
بكيت لحاضري
وكيف أني أسابق النجوم
أتعب وأسهر وأكد لأحظي
بهذا اللقب المرموق
"طبيب"
يالها من كلمة
تحمل في طياتها الكثير والكثير
مالايدركه إلا من عاش كل لحظة
في هذه الكلمة
وتوقف عند كل حرف فيها
ليحس براحة نفسية
ثم يصطدم بالواقع المرير
ومستقبل تتلاشي ملامحه..
أيقنت عندها سبب
دموعي وكيف أنها كانت ترسم
لوحة فنان لايملك من الألوان شيئا
سوي إحساس لكنه يصمم أن يرسم
في طفولتي
كنت أسمع كلمة"" طبيب""
كانت تمثل لي في عيون الطفل وتفكيره البريء كل شيء جميل
علم وأدب وثراء ..
تماما كما كانت كلمة""ضابط""
تساوي عندالطفل السلطة والقبض علي المجرمين..كما علمته ثقافة الأفلام والمسلسلات
حتي كبرت
ودخلت الكلية
لينادي عليا من أول يوم
"يا دكتور"
عندها
عشت حروفها بكياني
وعشقت معناها
وترجمها تفكيري
أن طبيب تساوي
ط=طيبة قلب
ب=بلسم لشفاء المرضي
ي=يد ممدودة لكل محتاج
ب=بذل وعطاء متفاني للمريض
نعم
صارت مباديء أحبها
وأتمني تخرجي لأطبقها
عشت أرقب يوم التخرج
طوال الست سنوات
غيرسنة الإمتياز..
لكن قبل تحقيق الحلم
أي قبل الإفراج عن
(مشروع طبيب مازال حبيس)
أو لنقول تحت التمرين
كنت أتابع أخبارالأطباء
وأسمع عن مظاهرات
وإعتصامات للمطالبة بحقوقهم
وأجورهم المتدنية..
إسترسلت في متابعة مصير
الأطباء فذاك هو مستقبلنا بعد
التخرج
وسألت نفسي هل سأعيش بأحلامي التي دخلت بها الكلية
وطموحاتي ومبادئي
أم أنهم يقتلون فينا إحساس الطبيب وبعد ذلك يلوموننا علي التقصير وهم لم يوفروا
لنا حياة مقبولة بعد رحلة كفاح طويلة..بل لم يوفروا
للمريض قدرا كافيا من الموارد
الصحية في المستشفيات
ليموت لتعطل جهاز أو نقص دواء كما نري كثيرا
نعم
إنها أعمار بيد الله
لكن ليتنا نأخذ بالأسباب
مستشفيات قبل خلوها من الأطباء لمتابعة عياداتهم الخاصة..!! تخلو من أبسط الخدمات الطبية
ويبقي السؤال دائما يطاردني
من ألوم....?
ألوم نفسي..!!
لأني أحببت مهنتي
وتفانيت في دراستي ورحلتي
الطويلة لأجد الواقع يحطم كل شيء ويمنعني من الإستمرار..
أم ألوم دولة بأكملها..!!
لم توفر للطبيب الحق في أن
يعيش مرضيا في مجتمع تربع فيه الجهل
وأصبح العلم هواية لمن يريد أن يمارسها..
بل هي-نفس الدولة-
لم توفر للمريض إمكانيات علاجه لأنها للأسف صرفتها
علي أشياء أهم من الصحة
بكثيرولاداعي لذكرها..
أم ألوم طبيب..!!
هرب من المستشفي لعيادته الخاصه لأنه لايتقاضي مرتبا
يجعله يضحي بوقته الثمين
ليعالج مريض في مستشفي
حكومي لايملك من المال كما سيدفع له مريض آخر..
أم ألوم أطباء وعلماء..!!
تركوا البلاد بمافيها ورحلوا
لأنهم لم يجدوا من يقدر علمهم
وأبحاثهم عندما قدرتهم دولة آخري وفتحت لهم الأبواب..
أم في النهاية
ألوم من يقرأ كلامي..!!
ولايدرك مايعانيه الطبيب
إن لم ألوم أحدا الآن
فسيأتي من بعدي
ومستقبلي- الذي كان في يوم
من الأيام- أصبح حاضر بالنسبة لهم
وسيلقون اللوم علياوعلينا جميعا لأننا لم نفعل شيئاولم نحاول تغيير بعض السلبيات
لا أقول كل..ثم يكمل المشوار من بعدنا من آمنوا بأفكارنا ومبادئنا..
أشياء كثيرة تحتاج للتغيير
بداية من معاملاتنا مع المرضي
حتي المطالبة بحقوقنا بإجتهاد
وأدب..
سنسعي لا بالكلام ولا بالشعارات بل ستتكلم أفعالنا
ويلمسها المرضي في بداية عصرجديد
من حياة الأطباء وعلاقتهم بمرضاهم متمسكين بمبادئنا
التي ستظل نصب أعيننا
تماما كما كانت ونحن
نحلف قسم الأطباء عندما دخلنا
ولن ندع المستقبل يعبث بها
مهما كان المستقبل ..
مهما كان !!!!