فلسطين الجريحة ... من يطفئ الحريق؟!
من منا لا ينفطر قلبه حزناً على ما يجري في فلسطين , فبدلاً من أن نوجه بنادقنا إلى صدور أعدائنا , نوجهها إلى صدور بعضنا البعض , من منا لم يشعر بالأسى والحزن وربما اليأس من هذه المرحلة التي أصبحت مرحلة الفتنة بإمتياز.
دعونا نقول الحقيقة كاملة!! حتى ولو أغضبت البعض , فالذين ينفخون في أحداث الفتنة هم عصابة من المجرمين , الذين خطفوا قرار فتح , والذين اساءوا إلى تاريخها المجيد , أنهم مجرد لصوص وعملاء , شعروا بضياع مكاسبهم عندما فازت حماس بالإنتخابات , فقرروا تصفية حماس حتى لو كان الثمن إحراق البيت الفلسطيني , أنهم ليسوا أصحاب وجهة نظر حول السلام , ولكنهم لصوص وعملاء لا أكثر ولا أقل , باعوا أنفسهم للشيطان , ونفذوا بإمتياز أجندة كونداليزا رايس حول الفوضى والفتنة والشرق الأوسط الجديد.
نحن لا نتفق مع حماس في موضوع الدخول في اللعبة السياسية , وحذرنا وعارضنا دخولها في حينه , ولكن هذا أمر آخر , والآن يجب على كل القوى الشريفة في فتح وفي فلسطين عموما أن تقف مع حماس , لأن المستهدف ليس حماس فقط , ولكنه فلسطين والمنطقة بأسرها.
إن الذين يقتلون العلماء ويمارسون التطهير العرقي ضد السنة في العراق , ويقفون مع الاحتلال الأمريكي ويدمرون المساجد هناك , هم أنفسهم الذين هاجموا المساجد في فلسطين وقتلوا العلماء . أنهم نفس الفئة الباغية الخائنة التي لا تراعي مصلحة الأمة , ولا تتقى الله في المسلمين , ولا تكترث بمصالح الأوطان.
ومن الغريب أن البعض يأخذ على حماس تلقيها معونات من إيران .. إيران ذات الدور المذهبي المشبوه في العراق.
نعم , ولكن هل تجد حماس من يدعمها من غير ذوي الدور المذهبي المشبوه .. وهل عندما تقف حماس وحدها وظهرها إلى الحائط تمتلك ترف رفض المعونات من أي أحد. لماذا لا نساعد حماس أولاً؟ ثم نطلب منها موقفاً واضحاً تجاه المؤامرات المذهبية والصفوية والطائفية بعد ذلك؟
من يطفئ الحريق , من يوقف هذا المسلسل الدامي , من يمتلك شجاعة أن يقول للصوص الذين خطفوا ثوار فتح أنتم لصوص وخونة , ويقول أيضا للصفويين في العراق أنتم لصوص وخونة. أنها نفس المعركة , يقف ورائها التحالف الأمريكي الصهيوني ويتفرج عليها _للأسف_ الحكومات العربية السنه , ولا يقف في وجه هذا المخطط الشيطاني إلا حماس والجهاد الفلسطيني , والمقاومة الإسلامية في العراق وعلماء الإسلام الشرفاء وجماهير الأمة , في غياب كامل للحكومات , التي سوف تكون هي أول من يخسر ويدفع الثمن , لأن الأمريكان والصهانية , وكذا الصفويين لن يوقروا أحدا حتى لوزعم أنه معتدل بينما هو سكت طويلاً على الفتنة الدائره أمام عينيه , ولم يقدم الدعم الملائم والسريع في الوقت المناسب للذين حملوا على عاتقهم الدفاع عن شرف الأمة وكرامتها ومصالحها وقبل ذلك وبعده دينها ووجودها.