هو زيد بن حارثة بن شراحيل من بني قضاعة،أبو أسامة، لقب ( الحب ) ..حبَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم،أما مظهره وشكله ، فكان كما وصفه الرواة والمؤرخون: (( قصير ، آدم_ أي أسمر_ شديد الأدمة ، في أنفه فطس )) أعد ((حارثة)) الراحلة والمتاع لزوجته ((سعدى )) التي كانت تزمع زيارة أهلها في بني معن وخرج يودع زوجته التي كانت تحمل بين يديها طفلهما الصغير (( زيد بن حارثة )) ومكثت (( سعدى )) في قومها ما شاءالله لها أن تمكث وذات يوم فوجئ الحي ( حي بني معن ) بإحد القبائل المناوئة له تغير عليه وتنزل الهزيمة ببني معن ثم تحمل من الاسرى (( زيد بن حارثة )). ولم يكد (( حارثة )) يعرف بالنبا صعقا وحمل عصاه على كاهله ومضى يسأل القبائل والقوافل فاشتراه حكيم بن حزام في سوق عكاظ، وهي سوق بناحية مكة كانت مجمعا للعرب يتسوقون بها في كل سنة، اشتراه حكيم لخديجة بنت خويلد رضي الله عنها، فوهبته خديجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتبناه رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل النبوة، وهو ابن ثمان سنين وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكبر منه بعشر سنين وقد قيل بعشرين سنة وقال أبوه حارثة بن شراحيل - حين فقده: بكيت على زيد ولم أدر ما فعل... أحي يرجى أم أتى دونه الأجل فوالله ما أدري وإن كنت سائل... أغالك سهل الأرض أم غالك الجبل فيا ليت شعري هل لك الدهر رجعة... فحسبي من الدنيا رجوعك لي بجل تذكرنيه الشمس عند طلوعه... وتعرض ذكراه إذا قارب الطفل وإن هبت الأرواح هيجن ذكره... فيا طول ما حزني عليه ويا وجل سأعمل نص العيس في الأرض جاهد... ولا أسأم التطواف أو تسأم الإبل حياتي أو تأتي علي منيتي... وكل امرئ فان وإن غره الأجل سأوصي به عمرا وقيسا كليهم... وأوصى يزيد ثم من بعده جبل يعنى جبلة بن حارثة أخا زيد وكان أكبر من زيد ويعني يزيد أخا زيد لأمه وهو يزيد بن كعب بن شراحيل فحج ناس من كلب فرأوا زيدا فعرفهم وعرفوه فقال لهم: أبلغوا عني أهلي هذه الأبيات فإني أعلم أنهم قد جزعوا علي فقال: أحن إلى قومي وإن كنت نائي... فإني قعيد البيت عند المشاعر فكفوا من الوجد الذي قد شجاكم... ولا تعملوا في الأرض نص الأباعر فإني بحمد الله في خير أسرة... كرام معد كابرا بعد كابر فانطلق الكلبيون فأعلموا أباه فقال: ابني ورب الكعبة ووصفوا له موضعه وعند من هو. فخرج حارثة وكعب ابنا شراحيل لفدائه وقدما مكة فسألا عن النبي صلى الله عليه وسلم فقيل: هو في المسجد فدخلا عليه فقال: يا بن عبد المطلب يا ابن هاشم يا ابن سيد قومه أنتم أهل حرم الله وجيرانه تفكون العاني وتطعمون الأسير جئناك في ابننا عندك فامنن علينا وأحسن إلينا في فدائه. قال: " ومن هو " قالو: زيد بن حارثة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فهلا غير ذلك "! قالو: وما هو قال: " ادعوه فأخيره فإن اختاركم فهو لكم وإن اختارني فوالله ما أنا بالذي أختار على من اختارني أحدا ". قال: قد زدتنا على النصف وأحسنت فدعاه فقال: " هل تعرف هؤلاء " قال: نعم. قال: من هذا قال: هذا أبي. وهذا عمي. قال: " فأنا من قد علمت ورأيت صحبتي لك فاخترني أو اخترهما ". قال زيد: ما أنا بالذي أختار عليك أحدا، أنت مني مكان الأب والعم. فقال: ويحك يا زيد! أتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك وعمك وعلى أهل بيتك! قال: نعم قد رأيت من هذا الرجل شيئ. ما أنا بالذي أختار عليه أحدا أبد. فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك أخرجه إلى الحجر فقال: "يا من حضر. اشهدوا أن زيدا ابني يرثني وأرثه". فلما رأى ذلك أبوه وعمه طابت نفوسهما فانصرف. ودعي زيد بن محمد حتى جاء الإسلام فنزلت: " ادعوهم لآبائهم ". فدعي يومئذ زيد بن حارثة ودعي الأدعياء إلى آبائهم فدعي المقداد بن عمرو وكان يقال له قبل ذلك المقداد بن الأسود لأن الأسود بن عبد يغوث كان قد تبناه. وذكر معمر في جامعه عن الزهري قال: ما علمنا أحدا أسلم قبل زيد بن حارثة. كان رضي الله عنه أول من أسلم من الموالي، أسلم في العشرينات من عمره، وكان ربيب بيت النبوة.. فلا شك أنه أخذ عن حبيبه رسول الله صلى الله عليه وسلم الكثير... ونزل في حقه قرآن يتلى إلى يوم الدين: عن قتادة في قوله [وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه] وهو زيد بن حارثة أنعم الله عليه بالإسلام وأنعمت عليه أعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل إنه الوحيد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي جاء اسمه في كتاب الله: ] وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً (37) سورة الأحزاب. و عن سالم بن عبد الله عن أبيه أنه كان يقول: ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد حتى نزل في القرآن [ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله]
في قصة زواجه من زينب وتطليقه لها وزواج الرسول صلى الله عليه وسلم منها:
عندما أحس النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) بحاجة زيد إلى الزواج أمره بخطبة بنت عمته زينب لزيد ، لكن زينب رفضت ذلك تبعا للتقاليد السائدة في تلك الأيام و لاستنكاف الحرة من الزواج من العبد المعتق ، خاصة و إن زينب كانت من عائلة ذات حسب و شأن ، فنزلت الآية الكريمة التالية : { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا } [1] ، فأخبرت زينب النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) بقبولها بهذا الزواج ، و هكذا فقد تم الزواج برضا زينب ، نزولا عند رغبة الرسول و خضوعا لحكم الله تعالى . و المهم في هذا الزواج هو أن الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) أراد و بأمر من الله كسر العادات و التقاليد الخاطئة و التي كانت تمنع زواج العبيد المعتقين من بنات العوائل المعروفة ، و بالفعل فقد تحقق للنبي العظيم ما أراد و تمكن من تطبيق المساواة بصورة عملية بين أفراد المجتمع الإسلامي .
طلاق زينب :
بعد ذلك تأثرت العلاقة الزوجية بين الزوجين ـ زينب و زيد ـ و آل أمرهما إلى الطلاق و الانفصال رغم المحاولات الحثيثة التي قام بها النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) لمنع وقوع الطلاق زواج النبي ( صلى الله عليه وآله ) من زينب : و بعد أن مضى على طلاق زينب فترة قرر النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) أن يتزوج ابنة عمته زينب تعويضا لما حصل لها ، غير أن النبي كان يخشى العادات و التقاليد التي تُحرم زواج الرجل من زوجة ابنه من التبني لاعتباره أبناً حقيقيا ، و إلى هذه الحقيقة يُشير القرآن الكريم حيث يقول : { وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ... } [2] . و لا بُدَّ من الإشارة هنا إلى إن زواج النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) من زينب إنما كان بأمر من الله تعالى ، كما تشهد بذلك تتمة الآية السابقة حيث تقول : { ... فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا * مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا } [3] . هذا و إن زينب كانت متفهمة لنية الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) و لما حباها الله تعالى من الشرف العظيم إذ جعل لها دورا في إزالة عادتين خرافيتين و نالت شرف الزواج من الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) فكانت زينب تفتخر على سائر نساء النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) و تقول : زوَجَكن أهلُوكن و زوجني الله من السماء [4] .
وفاته
تقول السيدة عائشة _ رضي الله عنها : (( ما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة في جيش قط إلا أمره عليهم ، ولو بقي حيا بعد الرسول لا ستخلفه )) من المعارك (( الجموح )) ،(( الطرف )) ، (( العيص)) ، (( حسمي )) ، وغيرها .......... حتى جاءت (( غزوة مؤتة)) كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدرك أهميه هذه الغزوة وخطرها فاختار لها ثلاث أمراء عندما وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم يودع الجيش يلقي امره السالف : (( عليكم زيد بن حارثة ....فإن أصيب زيد ، فجعفر بن أبي طالب ..... ، فأن اصيب جعفر ،...... فعبد الله بن رواحة )) وفي جمادى الأول من العام الثامن الهجري خرج جيش الغسلام إلى ارض (( البلقاء )) بالشام ، حتى إذا بلغوا تخومها لقيتهم جيوش هرقل من الروم ومن القبائل المستعربة التي كانت تقطن الحدود، ونزل جيش الروم في مكان يسمى (( مشارف)) ، في حين نزل جيش الإسلام بجوار بلدة تسمى (( مؤتة )) ، حيث سميت الغزوة باسمها ........ وقتل زيد يومئذ وهو ابن خمس وخمسين سنة. -------------------------------------------------------------------------------- [1] سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية : 36 . [2] سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية : 37 . [3] سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية : 37 و 38 . [4] الكامل في التاريخ : 2 / 177. [5] سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية : 38 . [6] يراجع : مفاتيح الغيب : 25 / 212 ، للفخر الرازي ، و روح المعاني : 22 / 23،24 ، للآلوسي . [7]كتاب رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم – خالد محمد خالد
دكتور خالد المدير التنفيذي
عدد المساهمات : 435 تاريخ التسجيل : 27/03/2010 الموقع : مصر
موضوع: رد: زيد بن حارثة السبت 10 يوليو 2010 - 3:13
موضوع مميز جدا
جزاكى الله كل خير
عذاري المشرف السوبر سبايدر
عدد المساهمات : 3084 تاريخ التسجيل : 27/03/2010
موضوع: رد: زيد بن حارثة الأحد 11 يوليو 2010 - 0:10
دكتور خالد كتب:
موضوع مميز جدا
جزاكى الله كل خير
دكتور خالد نورت الموضوع جزاك الله خيرا
marmar مشرف سبايدر
عدد المساهمات : 879 تاريخ التسجيل : 26/09/2009 العمر : 31 الموقع : فى السرير
موضوع: رد: زيد بن حارثة الأربعاء 14 يوليو 2010 - 0:11
جزاكى الله خيرا...
عذاري المشرف السوبر سبايدر
عدد المساهمات : 3084 تاريخ التسجيل : 27/03/2010
موضوع: رد: زيد بن حارثة الأربعاء 14 يوليو 2010 - 1:07
marmar كتب:
جزاكى الله خيرا...
marmar نورتي الموضوع جزاكي الله خيرا
أميرة بكلمتي سبايدرعدي القمر
عدد المساهمات : 2143 تاريخ التسجيل : 02/04/2010
موضوع: رد: زيد بن حارثة الأربعاء 14 يوليو 2010 - 16:22
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عذاري
موضوع متميز
تسلم يديك
شكرا لك
سلااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام
عذاري المشرف السوبر سبايدر
عدد المساهمات : 3084 تاريخ التسجيل : 27/03/2010
موضوع: رد: زيد بن حارثة الخميس 15 يوليو 2010 - 22:55
أميرة بكلمتي كتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عذاري
موضوع متميز
تسلم يديك
شكرا لك
سلااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الله يسلمك اميرة بكلمتي نورتي الموضوع جزاكي الله خيرا